تقرير أممي: 5 أشياء تجب معرفتها حول العلاقة بين الغابات وصحة الإنسان
تقرير أممي: 5 أشياء تجب معرفتها حول العلاقة بين الغابات وصحة الإنسان
غالبا ما تسمى الغابات رئتي الكوكب، لأنها تمتص ثاني أكسيد الكربون الضار وتنتج الأكسجين الواهب للحياة، لذلك ليس من المبالغة مساواة الغابات الصحية بالأشخاص الأصحاء، وهو موضوع اليوم الدولي للغابات لهذا العام.
ووفق ما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، تغطي الغابات 31% من أراضي الأرض وتوفر موطنا لـ80% من جميع الأنواع البرية -ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه- ولكن فقدانها في جميع أنحاء الكوكب يهدد الناس في كل مكان.
وفيما يلي 5 أشياء أكدت "الأمم المتحدة" أهمية معرفتها حول العلاقة المترابطة القديمة والمتنامية باستمرار بين الغابات وصحة الإنسان.
1- بالوعات الكربون
تحافظ النظم الإيكولوجية للغابات على صحة الكوكب من خلال تنظيم المناخ وأنماط هطول الأمطار ومستجمعات المياه وتوفر بشكل حاسم الأكسجين الضروري للوجود البشري.
تساعد الغابات الصحية على إبقاء تغير المناخ تحت السيطرة من خلال العمل كـ"بالوعات للكربون"، التي تمتص سنويا حوالي ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الذي يسهم في تغير المناخ وزيادة درجات الحرارة على مستوى العالم.
ويهدد المناخ سريع التغير وجود الناس بعدة طرق مختلفة: من خلال الموت والمرض بسبب الظواهر الجوية المتطرفة، وتعطيل النظم الغذائية، وزيادة الأمراض.. ببساطة، في غياب غابات صحية، سوف يكافح الناس في مختلف أنحاء العالم، خاصة في أكثر بلدان العالم ضعفا، من أجل أن يعيشوا حياة صحية وربما حتى من أجل البقاء على قيد الحياة.
2- صيدليات الطبيعة
من الأقنعة إلى الأدوية، يتم استخدام منتجات الغابات في جميع أنحاء العالم كل يوم، ويعتمد ما يصل إلى 80% من البلدان النامية وربع البلدان المتقدمة النمو على العقاقير الطبية النباتية.
وتحتوي الغابات على حوالي 50 ألف نوع من النباتات المستخدمة للأغراض الطبية من قبل كل من المجتمعات المحلية وشركات الأدوية متعددة الجنسيات.. لآلاف السنين، عالج سكان الغابات مجموعة من الأمراض باستخدام المنتجات التي حصدوها.
في الوقت نفسه، فإن العديد من الأدوية الصيدلانية الشائعة متجذرة في نباتات الغابات، بما في ذلك الأدوية المعالجة للسرطان في مدغشقر ودواء الملاريا، من أشجار الكينا.
ويقر نهج الصحة الواحدة، الذي تم إطلاقه كجزء من استجابة الأمم المتحدة لجائحة كوفيد-19، بأن صحة البشر والحيوانات والنباتات والبيئة الأوسع، بما في ذلك الغابات، مترابطة بشكل وثيق.
3- غذاء لـمليار شخص
يعتمد ما يقرب من مليار شخص على مستوى العالم على حصاد الأغذية البرية، مثل الأعشاب والفواكه والمكسرات واللحوم والحشرات للحصول على وجبات مغذية.
وفي بعض المناطق المدارية النائية، يقدر أن استهلاك الحيوانات البرية يغطي ما بين 60 و80% من الاحتياجات اليومية من البروتين.
وجدت دراسة أجريت على 43 ألف أسرة في 27 دولة في إفريقيا أن التنوع الغذائي للأطفال المعرضين للغابات كان أعلى بنسبة 25% على الأقل من أولئك الذين لم يتعرضوا لها.
في 22 دولة في آسيا وإفريقيا، بما في ذلك البلدان الصناعية والنامية، وجد الباحثون أن مجتمعات السكان الأصليين تستخدم في المتوسط 120 من الأطعمة البرية لكل مجتمع.. وفي الهند، يكمل ما يقدر بنحو 50 مليون أسرة وجباتها الغذائية بالفواكه التي يتم جمعها من غابات الأراضي البرية والأدغال المحيطة.
4- الغابات والتنمية المستدامة
توفر الغابات السلع والخدمات، وفرص العمل، والدخل لنحو 2.5 مليار شخص في مختلف أنحاء العالم، هذا هو حوالي ثلث سكان العالم.
ويعد الحفاظ على صحة الغابات والبشر هو أيضا في صميم التنمية المستدامة وخطة عام 2030، حيث تلعب الغابات دورا رئيسيا في دفع التقدم عبر أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، بما في ذلك:
الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة: تعزز الغابات الشعور بالرضا، حيث تشير الدراسات إلى أن قضاء الوقت في الغابات يمكن أن يعزز أجهزة المناعة مع رفع المشاعر الإيجابية وخفض التوتر وضغط الدم والاكتئاب والتعب والقلق والتوتر، وتعتمد صحة الإنسان ورفاهه على البيئة الطبيعية، التي توفر فوائد أساسية مثل الهواء النظيف والماء والتربة الصحية والغذاء.
الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة: تلعب الغابات دورا في الترشيح في توفير المياه العذبة، ويأتي نحو 75% من المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها في العالم من مستجمعات المياه الحرجية، من خلال تغذية الأنهار، توفر الغابات مياه الشرب لما يقرب من نصف أكبر مدن العالم، ويمكن أن تؤدي التهديدات التي تتعرض لها الغابات إلى نقص المياه وتعرض موارد المياه العذبة العالمية للخطر بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم، التي تعد من بين القضايا الملحة التي سيتم تناولها في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمياه 2023.
الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة: تعمل الغابات على تخفيف آثار العواصف والفيضانات، وحماية صحة الإنسان وسلامته أثناء الظواهر الجوية القاسية، ولعدة قرون، عملت الغابات كشبكات أمان اجتماعية واقتصادية للطبيعة في أوقات الأزمات.
5- الغابات بحاجة إلى الحماية
إن الفوائد واسعة النطاق للغابات معروفة جيدا، لكن هذا لا يعني أنها تقدم الحماية التي ربما تستحقها، فقد تسببت الحرائق والأضرار الناجمة عن الحشرات وإزالة الغابات في فقدان ما يصل إلى 150 مليون هكتار من الغابات في سنوات معينة على مدار العقد الماضي، وهذا أكثر من مساحة اليابسة في بلد مثل تشاد أو بيرو.
ويؤدي إنتاج السلع الزراعية وحدها، بما في ذلك زيت النخيل ولحم البقر وفول الصويا والأخشاب ولب الورق والورق، إلى إزالة الغابات المدارية نحو 70%.
تأسست UN-REDD في عام 2008، وهي شراكة الأمم المتحدة الرائدة في مجال المعرفة والاستشارات بشأن الغابات والمناخ، حيث تدعم 65 دولة شريكة، واستنادا إلى خبرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، شهدت المبادرة، من بين أمور أخرى، قيام الدول الأعضاء بخفض انبعاثات الغابات بمستويات تعادل إبعاد 150 مليون سيارة عن الطريق لمدة عام، ما أدى إلى المزيد من الهواء النقي.